نظمت الجمعية المصرية البريطانية للأعمال – BEBA ندوة إفطار حول: “المشروعات الكبرى في مصر – التحديات والفرص” بمشاركة كلاً من المهندس خالد عباس رئيس مجلس إدارة شركة العاصمة الإدارية الجديدة، شريف حمودة رئيس مجلس إدارة مجموعة جي في – مطور مدينة طربول الصناعية، د. إبراهيم مصطفى نائب رئيس المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، ود. أحمد شيرين نائب رئيس الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، وأدار الجلسة كريم هلال رئيس كونكورد الدولية للاستثمار.
أكد المشاركون في الندوة على أن السوق المصرية تتمتع بالعديد من الفرص والإمكانات الكبيرة لتوطين الصناعات، وتعزيز المشاريع العملاقة المستمرة، إلى جانب المناطق الصناعية والاقتصادية التي تعد من بين التدابير التنموية البارزة التي اتخذتها الدولة المصرية لتعزيز الاستثمار وتحفيز الاقتصاد.
في كلمته الافتتاحية، رحب المهندس خالد نصير رئيس الجمعية المصرية البريطانية للأعمال بالضيوف، وفي مقدمتهم سفير جمهورية كوريا الجنوبية في مصر كيم يونغ هيون، وسفير سنغافورة في مصر دومينيك جوه، وطلعت السويدي رئيس لجنة الطاقة والبيئة في البرلمان المصري.
بدأ كريم هلال الحديث بنظرة تفاؤلية حول قدرة الاقتصاد المصري على التعامل مع التحديات الجيوسياسية والاقتصادية المستمرة على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، بمساعدة مبادرات الحكومة والإصلاحات والخطط والتشريعات الجديدة والمشاريع الضخمة المشتركة، مشيرًا إلى أن من بين هذه التحديات النمو السكاني الهائل والبطالة وخلق فرص العمل التي تستدعي وسائل توفير وظائف منتجة للشباب.
وأشار هلال إلى أن شركة العاصمة الإدارية للتنمية العمرانية، ومدينة طربول الصناعية والمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، تمثل ثلاث محفزات رئيسية لمستقبل الاقتصاد المصري، ووصف هيئة الاستثمار والمناطق الحرة بأنها الراعي الأكبر للمشاريع الوطنية الضخمة.
من جانبه، قال المهندس خالد عباس إن شركة العاصمة الإدارية “كانت حلمًا تتحقق في ست سنوات فقط”، بدأت من الصفر في عام 2017 من خلال فريق عمل يعمل على تخطيط العاصمة الجديدة. وفي عام 2022، حققت العاصمة أرباحًا قبل الضرائب بقيمة 20 مليار جنيه، مشيرًا إلى أن الشركة تستهدف الوصول إلى 26 مليار جنيه بحلول نهاية العام الحالي. متوقعًا أن تستمر أرباح شركة العاصمة في النمو في العام المقبل أيضًا، بفضل بدء العمل في المرحلة الثانية من 40 ألف فدان جديدة خلال الربع الثاني من عام 2024.
وأوضح أن العاصمة الإدارية الجديدة تعتمد على ثلاثة أركان رئيسية: أولاً، أن تكون خضراء، حيث تُحاط العاصمة الجديدة بمساحات خضراء واسعة، تجمع بين المباني الحديثة والمرافق على أحدث التقنيات، لتحقيق التوازن المثالي بين الحياة الحضرية والطبيعة. ثانيًا، أن تكون مستدامة، حيث تحدث عباس عن وجود مركز قيادة مركزي سيدير المدينة، يربط التطبيقات القائمة على الإنترنت للأشياء واستخدام الخوارزميات وذكاء اصطناعي لتعظيم الكفاءة وتقليل النفايات. ثالثًا، لكي تكون ذكية، تم تطوير المدينة برؤية استراتيجية لمدينة ذكية تدمج بنيتها التحتية الذكية لتقديم العديد من الخدمات لكل من المواطنين والمستثمرين.
وأكد عباس أن المخطط الرئيسي والتصميم للمنتزه المركزي للعاصمة الإدارية الجديدة قد حصل على جائزة استدامة المناظر الطبيعية في الشرق الأوسط لعام 2023 ضمن فئة «الحدائق والترفيه»، وأقيم حفل توزيع الجوائز في نخلة جميرا بدبي في 15 نوفمبر، حيث نظمته مجلة Landscape بالاشتراك مع الاتحاد الدولي لمهندسي المناظر الطبيعية في الشرق الأوسط (IFLA Middle East)، والجمعية السعودية لمهندسي المناظر الطبيعية (SSLA).
وذكر أن بناء مدينة ذكية جديدة كان قائمًا على رؤية لتوفير مكان لجودة الحياة للمواطنين والمستثمرين، مضيفًا أن النقل هناك أصبح الآن مثاليًا حيث تم نقل 100 ألف موظف حكومي بالفعل.
وأضاف أن العاصمة الإدارية الجديدة يتم الإشارة إليها كمثال في غضون الفعاليات المحلية والدولية، مشيرًا إلى المناقشات القائمة مع أربعة من أفضل الاستشاريين في العالم لتنفيذ المرحلتين الثانية والثالثة، متوقعًا البدء في أعمال الشركة في مشروع المنطقة الصناعية العام المقبل.
وتحدث شريف حمودة رئيس مجلس إدارة مجموعة GV، القائمة على تطوير مدينة طربول الصناعية، أول مدينة صناعية خضراء متكاملة وذكية، عن رؤى طربول لتكون نموذجًا تجاريًا لمدينة خضراء ذكية صالحة للعيش.
وأشار حمودة إلى الموقع المتميز للمدينة، حيث تمتد على مساحة تزيد عن 109 ملايين متر مربع في الجيزة، وتقع على بعد 5 كيلومترات من نهر النيل، و 44 كيلومترًا من حي حلوان و 77 كيلومترًا من مدينة 6 أكتوبر و 83 كيلومترًا من المدينة الإدارية الجديدة و 109 كيلومترات من ميناء السخنة و 160 كيلومترًا من البحر الأحمر، كما تتميز بقربها من شبكة الطرق الرئيسية، بما في ذلك طريق القاهرة – أسيوط، والطريق الدائري الإقليمي، وطريق القاهرة السخنة، وطريق الفيوم – أكتوبر، وطريق الكريمات – الزعفرانة.
وأوضح أن المدينة تتبنى فلسفة إعادة التدوير وإعادة الاستخدام والتخفيض لتقليل إنتاج النفايات والوصول إليها لتحقيق مرحلة عدم إنتاج أي نفايات. ومن ضمن الشركاء في مشروع مدينة طربول شركة أورانج وشركة طاقة عربية، هذا بالإضافة إلى شريك تأمين رئيسي يرسم برامج تأمين لقطاعات مختلفة، بما في ذلك الشركات الصغيرة والمتوسطة والمشاريع الضخمة.
وشدد حمودة على أهمية بدء توطين الصناعات، فقد كان الاستيراد دومًا هو الخيار السهل، لكن الناس الآن أدركوا أهمية توطين الصناعات المختلفة. وستضم المدينة حوالي 3 آلاف مصنع في الصناعات متنوعة والعديد من مراكز الخدمات، بما في ذلك وادي الطعام، ووادي التكنولوجيا والإلكترونيات، ومدينة مواد البناء الرخامية، ومدينة المنسوجات والحرف اليدوية، ومركز البلاستيك والكيماويات، بالإضافة إلى مجمع للصناعات الخفيفة.
وأكد أنه إلى الآن، أنشئ 18 مصنعًا في مدينة طربول، هذا إلى جانب إنشاء ميناء جاف ومنطقة جامعية ومركز للبحث والتدريب ومركز للتدريب على الحرف اليدوية ومنطقة للتخزين والتبريد. وستوفر مجمعاتها السكنية والإسكانية نماذج مختلفة، من المنازل القائمة بذاتها إلى الشقق ذات الأحجام والتصميمات المختلفة، كما تضم المدينة منطقة تتيح للمستثمرين الصناعيين بناء مجمعات صناعية رئيسية فيها على قطع أرض تتراوح من 500 ألف إلى 2 مليون متر مربع أو مشاريع صغيرة ومتوسطة على قطع أرض من 500 إلى 20 ألف متر مربع.
وأضاف إن مدينة طربول داعم قوي للشركات الصغيرة والمتوسطة، كما استحدثت شركة GV للاستثمارات مبادرة جديدة “صنع” لدعم الصناعة الوطنية وزيادة مساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي، ومن المقرر أن توفر المبادرة العديد من المجمعات الصناعية الجاهزة لمشاريع الشركات الصغيرة والمتوسطة في مدينة طربول، من خلال خطة دفع أولي بنسبة 0% تمتد على مدى 10 سنوات، بالتعاون مع البنك المركزي.
وقال حمودة إنه تم حتى الآن الانتهاء من حوالي 10 ملايين متر مربع في المدينة، مضيفًا أنه سيتم الكشف عن مزيد من التفاصيل في يونيو المقبل.
وفي حديثه عن المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، قال د. إبراهيم مصطفى إن المنطقة الاقتصادية وافقت خلال الأشهر الثلاثة الماضية على 43 مشروعًا رئيسيًا في المناطق الصناعية، باستثمارات بقيمة 4.6 مليار دولار، كما تمتلك الهيئة قائمة بالقطاعات الصناعية المستهدفة التي يجب التركيز عليها في الفترة القادمة، ومن بينها الهيدروجين الأخضر الذي يأتي كأولوية قصوى للمنطقة الاقتصادية.
ومن جانبه قال د. أحمد شيرين نائب رئيس الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة ، إن الهيئة تدعم وتحفز القطاع الخاص على لعب دور أكبر وقيادة السوق المصرية، مؤكدًا أن «مصر أرض الفرص»، حيث تبذل الحكومة جهودًا مضنية لخلق فرص استثمارية حقيقية وواضحة، كما تعمل الهيئة على مدار الساعة لحل أي عقبات استثمارية، مشيرًا إلى أن التحديات لا تتعلق فقط بالمعطيات المحلية، ولكن أيضًا بالعوامل الجيوسياسية والاقتصادية العالمية.