إنّها رحلة موسيقى الجاز: فيبصر النور في مجموعة “ديور تيرز” Dior Tears حوار قائم بين نيويورك وباريس، عبر نيو أورلينز حيث نشأ هذا النوع الموسيقي.
ويبرز لقاء بين الأناقة والتفرّد، وبين الطابعَين غير الرسميّ والكلاسيكيّ في المجموعة التي صمّمها “تريمين إيموري”، مؤسّس ومبتكر الماركة الضيفة “دنيم تيرز” Denim Tears.
“إيموري” هو مصمّم يحظى باحترام كبير من قبل صديقه القديم “كيم جونز”، ويدمج في هذه المجموعة فكرة عن النموذج الأمريكي الأصلي مع المهارة الحرفية الفرنسية العالية.
لا تزال مجموعة “ديور تيرز” Dior Tears تعتمد على الدنيم كأساسٍ لها – ففي النهاية، قد تكون أصول هذه الأقمشة فرنسيّة، آتية من “سيرج دو نيم” serge de Nîmes، ومعناه نسيج قطني صلب من منطقة نيم الفرنسية – إلى جانب استخدام الأقمشة بحبك الجاكار المميّز والطباعة بالتبييض التي تم تطويرها وإضافتها إلى الصناعات التراثية، مع الحفاظ على الأشكال من الخمسينيات.
كما يتم تعزيز الرهافة والذوق الرفيع بفضل المهارة الحرفيّة لمشاغل “ديور” Dior التي تشبّع كافّة التصاميم. هنا، يلتقي الصنع اليدوي الأمريكي بالحرفة الفرنسية الاستثنائيّة؛ فيعكس، الامتزاج والتفاعل ما بين رموز الموضة والثقافة في المجموعة، حركة وتأثير موسيقيّي الجاز الأمريكيّين الذين سافروا إلى أوروبا ليعزفوا هذا النوع من الموسيقى. لقد استمدّوا الوحي من باريس وما فيها وشكّلوا بدورهم مصدر وحي لباريس نفسها، ودفعوا بثقافة المدينة السبّاقة إلى التحرّك بخطى نحو الأمام. وبالتالي، فإنّ هذه المجموعة هي انعكاس لهذا الأمر بأصولها الخاصة.
وتستمدّ المجموعة الوحي إلى حدّ كبير من إطلالات الطلاب في رابطة المدارس خلال حقبتَي الخمسينيات والستينيات بالإضافة إلى الأسلوب المريح وغير المبالي لموسيقيي الجاز خلال الفترة نفسها.
كما تبرز الإشارة إلى حركة الحقوق المدنية التي جرت أيضاً خلال الحقبة نفسها حيث تمّ ارتداء ملابس العمل أيضًا. هنا، يلتقي الأسلوب الطلاّبي الأنيق بأصول الطابع المسترخي والعفوي غير المتكلّف، من خلال عالم العمل في الألبسة الأمريكية النموذجية، على غرار القمصان البسيطة المظهر بنمط المربّعات، والسترات الواقية بالأسلوب الجامعي، وسراويل الـ”تشينو” ذات المظهر المبسّط المقرونة مع انسيابيّة المعاطف الطويلة والواسعة الكلاسيكيّة المصنوعة من الصوف، والبذلات الرسميّة ذات التركيبات الملتوية، والأكسسوارات الجلدية الأنيقة باللون البني الكهرماني على غرار حقيبة البوق.
تعتبر المجموعة، بطرق شتّى، نموذجًا مصغرًا لـ”دنيم تيرز” Denim Tears والعالم الذي تحتلّه. تتطرّق مجموعات “إيموري” بشكل مباشر إلى موضوع الجالية الأفريقية، ولا سيّما تجربتها في الولايات المتحدة الأمريكية. وإضافة إلى هذه المحادثة، تدمج “ديور تيرز” Dior Tears أيضًا حوارًا مع فرنسا، ليتمّ بالتالي تجسيد هذه المسائل من خلال الإشارات، والرموز، والأنماط على غرار زهرة القطن والكرنب الأخضر، بالإضافة إلى السرد العام لهذه المجموعة. ومن الواضح كيف ترتبط هذه المجموعة بـ”تريمين إيموري” نفسه كشخصٍ أمريكي ولد في المناطق الريفية في جنوب الولايات المتحدة وترعرع في مدينة نيويورك.
تشكّل موسيقى الجاز، بجذورها التي تكمن في أفريقيا، رحلةً معقّدةً غيّرت العالم، لذلك، كان من المناسب أن تُعرَض المجموعة في مصر، وتحديداً في موقع إحدى مهد الحضارات التي غيّرت العالم. فيتمّ تقديمها على شكل لوحات حيّة، محاطة بالقطع الأثريّة لإحدى أعظم حضارات العالم، في المتحف المصري الكبير.