تُعتبر السويد من الدول الرائدة عالميًا في اعتماد سياسة الحد من المخاطر، مما أسهم بشكل ملحوظ في تقليص معدلات التدخين التقليدي، فقد نجحت في تقليل نسبة الوفيات المرتبطة بالتبغ بنسبة 44% من خلال اعتماد بدائل مبتكرة مثل “أكياس النيكوتين”، الذي يُعد منتجًا خاليًا من الدخان ويكتسب شعبية كبديل أقل خطورة عن السجائر التقليدية.
هذا النهج، الذي يسعى نحو تحقيق مستقبل خالٍ من الدخان، يقدم دروسًا قيمة لماليزيا، التي تواجه تحديات كبيرة في مكافحة التدخين التقليدي، بما في ذلك ضعف تنظيم السجائر الإلكترونية وانتشار الاتجار غير المشروع بالسجائر. هذه التحديات تتطلب اعتماد نهج جديد وفعّال.
ويعتقد الخبراء أن تبني ماليزيا لسياسة تهدف إلى تقليل المخاطر بدلاً من الحظر التام قد يساعدها في الاستفادة من التجربة السويدية. فاعتماد بدائل مبتكرة خالية من الدخان، مثل أكياس النيكوتين أو السجائر الإلكترونية، يمكن أن يقدم حلولاً أقل خطورة للمدخنين البالغين، وهو ما أثبت فاعليته في السويد.
لضمان نجاح هذا النهج، من الضروري أن تكون هذه البدائل متاحة بشكل واسع، مقبولة اجتماعيًا، وميسورة التكلفة، إلى جانب تنفيذ حملات توعية لتثقيف المجتمع الماليزي حول هذه البدائل مقارنة بالتدخين التقليدي.
كما أكد الخبراء على أهمية وضع ماليزيا سياسات رقابية صارمة لضمان الاستخدام الآمن للتدخين الإلكتروني، وتكييف الإرشادات الدولية، مثل تلك التي تقدمها منظمة الصحة العالمية، بما يتناسب مع احتياجاتها المحلية.
في النهاية، فإن توفير البدائل المبتكرة الخالية من الدخان بأسعار معقولة سيشجع المدخنين البالغين على التحول من السجائر التقليدية إلى خيارات أقل خطورة، مما يساعد ماليزيا على تحقيق نجاح مماثل لما حققته السويد في مكافحة التدخين.
من جانبه، صرّح وان سيفل وان جان، عضو البرلمان الماليزي: “إذا كانت ماليزيا تسعى لتقليل نسب التدخين بشكل فعّال، فإنها بحاجة إلى تبني نموذج السويد. على الرغم من أن بدائل النيكوتين ليست الحل المثالي، إلا أنها خطوة ضرورية نحو مستقبل أكثر صحة”. وأوضح: “المشكلة الأساسية تكمن في نقص التنظيم والتوعية الكافية. فلم تتمكن وزارة الصحة الماليزية حتى الآن من تطبيق تنظيم فعال للسجائر الإلكترونية أو التصدي للتحديات المتعلقة بالاتجار غير المشروع بالسجائر، مما يفوت فرصة مهمة لتثقيف الجمهور حول كيفية الحد من مخاطر التبغ التقليدي”.
في السياق ذاته، أكدت الناشطة سويلي كاسترو، المديرة المؤسسة لمبادرة “إقلاع عن التدخين مثل السويد”، أن “العوامل الثلاثة الأساسية — إمكانية الوصول إلى المنتجات، قبول المجتمع لها، والقدرة على تحمل تكاليفها — كانت مفتاح نجاح السويد في التحول نحو مستقبل خالٍ من الدخان”.
وأضافت: “الأدلة من السويد واضحة ومقنعة، والحاجة إلى التحرك في هذا الاتجاه ملحة. ولهذا السبب، يتعين على ماليزيا تبني سياسات تجعل بدائل التدخين المبتكرة متاحة، مقبولة وبأسعار معقولة للمدخنين البالغين، مع تعزيز التثقيف حول هذه البدائل”.
كما أشارت سويلي كاسترو، المدير المؤسس لمبادرة Quit Like Sweden، إلى أن “نجاح السويد في خفض معدلات الوفيات المرتبطة بالتبغ هو نتيجة لتطبيق سياسات ذكية تعتمد على توفير بدائل أقل خطورة وسهلة الوصول”.
ويتفق الأطباء حول العالم على أن الإقلاع عن التدخين هو الخيار الأفضل دائمًا. ومع ذلك، يرى البعض أن استخدام منتجات التبغ البديلة مثل السجائر الإلكترونية، التبغ المسخن، التبغ الممضوغ وأكياس النيكوتين، يمكن أن يساعد في الإقلاع التام عن التدخين.
هذه المنتجات، التي تعتبر أقل خطورة وفقًا للعديد من الدراسات العلمية، قد تمثل خطوة مهمة في سبيل تخفيض الضرر الناتج عن السجائر التقليدية، خاصة للمدخنين غير الراغبين في الإقلاع التام. وذلك بعد أن ثبت أن الدخان الناتج عن حرق التبغ هو السبب الرئيسي للأضرار الصحية المرتبطة بالتدخين.
وتتعدد منتجات التبغ البديلة الخالية من الدخان، وتشمل منتجات التبغ المسخن والتي تعتمد على تسخين لفائف التبغ فقط بدلا من حرقه، وتمنح الجسم النيكوتين المطلوب، وكذلك السجائر الإلكترونية التي تعتمد على تبخير السائل المضاف إليه محلول النيكوتين لتكوين رذاذ ذو نكهات مختلفة، بالإضافة إلى مضغات التبغ وهي أيضا تحتوي على النيكوتين ومصممة للاستخدام عن طريق “المضغ”، وأكياس النيكوتين، التي تستخدم عن طريق الفم أيضا، لكنها لا تحتوي على التبغ، وجميعهم لا ينتج دخانا أو رمادا حيث لا يعتمدون على الحرق.