جمع معرض “جيتكس جلوبال 2023” اليوم كوكبة من خبراء الأمن السيبراني في العالم لمناقشة سبل مواجهة التحديات الملحّة للجرائم السيبرانية، والتي من المتوقع أن تؤدي إلى خسائر سنوية تبلغ قيمتها 10.5 تريليون دولار بحلول عام 2025. كما أن برامج الفدية وجرائم العملات المشفّرة والمخاطر المرتبطة بالذكاء الاصطناعي التوليدي تفرض تهديدات كبرى تتطلب تدخل مسؤولي أمن المعلومات والخبراء الأمنيين في العصر الرقمي.
وألقى معالي الدكتور محمد الكويتي، رئيس الأمن السيبراني لحكومة دولة الإمارات، كلمة رئيسية خلال الحدث سلط فيها الضوء على دور التحول الرقمي في تعزيز أطر التعاون عبر جميع القطاعات في دولة الإمارات. وأكد الكويتي على أهمية الجهود التي يبذلها مجلس الأمن السيبراني الإماراتي في جميع أنحاء الدولة، وكيفية تعاونه مع الشركاء لحماية الأفراد والمؤسسات من التهديدات المحتملة. وقال معاليه: “نسعى جاهدين لمواصلة الابتكار وبناء الشراكات مع الكيانات والدول والحكومات. وتتمثل رؤيتنا بخلق بيئة رائعة للتعاون والعمل وخدمة العالم بأسره”.
الأمن السيبراني في عصر الذكاء الاصطناعي
خلال مشاركتها في المعرض، استعرضت “هواوي” قدراتها وحلولها الرائدة في مجال الأمن السيبراني لمعالجة التهديدات المتطورة التي تواجهها الشركات والدول خلال رحلة تحولها الرقمي.
وفي معرض حديثه عن مخاطر الأمن السيبراني المرتبطة بقطاع الذكاء الاصطناعي سريع التطور، قال د. أليسيوس تشيانغ، كبير مسؤولي الأمن في هواوي الشرق الأوسط وآسيا الوسطى: “يساهم الذكاء الاصطناعي التوليدي في تعزيز الأمن السيبراني، إلا أنه قد ينطوي على نقاط ضعف ومخاطر محتملة. وبالتالي، يتعين على الشركات والحكومات والمجتمع التصدي بشكل استباقي لتلك المخاطر، وضبط الاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي التوليدي في الأمن السيبراني، وإنشاء أطر حوكمة قوية لهذه الممارسات”.
ودعا الدكتور تشيانغ إلى توطيد جسور التعاون وتبادل المعلومات بين الشركات لمكافحة التهديدات السيبرانية بشكل فعال، وقال: “ينبغي علينا حشد وتركيز جهودنا لتأسيس إطار حوكمة لأمن البيانات وتبني نموذج ’الاعتماد على البيانات‘ لمعالجة أي تقنية جديدة ناشئة، سواء كانت سحابية أو أحد تقنيات الذكاء الاصطناعي”.
وتخلل المعرض انعقاد جلسة حوارية بعنوان “الأمن السيبراني في صلب التحول الرقمي” شارك فيها معالي د. محمد الكويتي إلى جانب عامر شرف، المدير التنفيذي لقطاع أنظمة وخدمات الأمن السيبراني بمركز دبي للأمن الإلكتروني؛ وناثان سوين، المستشار الأمني السابق لحكومة المملكة المتحدة؛ ومعالي بنجيران داتو شمهاري مصطفى، وزير النقل والاتصالات وتقنية المعلومات في بروناي؛ ومعالي عثمان باه، وزير الاتصالات والاقتصاد الرقمي بجمهورية غامبيا. وتبادل المشاركون في الجلسة رؤاهم حول سبل تحقيق التوازن بين جانبي الأمن والابتكار في العصر الرقمي. وشددوا معاً على أهمية التعاون مع الهيئات العامة والخاصة، إلى جانب ضرورة مواصلة الاستثمار بمجال الأمن السيبراني.
وشهد معرض “جيتكس جلوبال 2023” الإطلاق العالمي الأول لـ “وادي جيتكس السيبراني”، أكبر حدث للأمن السيبراني هذا العام وينظمه مجلس الأمن السيبراني الإماراتي. ويستضيف “وادي جيتكس السيبراني” أيضاً العديد من فعاليات الهاكاثون بحضور أكثر من 500 مخترق أخلاقي يشاركون في خمسة تحديات لحلّ مشكلات التكنولوجيا العالمية. ويمكن للمشاركين في الحدث أيضاً استكشاف منصة “إكس-لابس سيكيورتي”، وهي منصة متطورة تستضيف حوارات تقنية معمقة وتتضمن عروضاً توضيحية حول أحدث المنتجات.
ويستقطب “جيتكس جلوبال” أيضاً كوكبة من أبرز شركات الأمن السيبراني، بما في ذلك “هواوي” و”نيتسكوت”، و”إسيت” (ESET)، و”كاسبرسكي”، و”نورتون”، و”بالو ألتو نتوركس”، و”فورتي نت”، وغيرها العديد من الشركات الأخرى التي ستستعرض حلولها الناجعة لحماية أثمن أصول الشركات.
التنقل ذاتي الحركة والرياضات الخطرة
تشهد تقنية الحركة الذاتية تطوراً ملحوظاً، وباتت تُعرف بقدرتها على إعادة صياغة طرق التنقل. وفي إطار المعرض، كشف معهد الابتكار التكنولوجي (TII) اليوم النقاب عن نموذج سيارة السوبر فورمولا من شركة دالارا قبل إطلاق أول سباق ذاتي القيادة ضمن حلبة مرسى ياس في أبوظبي في أبريل 2024.
وقال الدكتور توم مكارثي، المدير التنفيذي في “أسباير”، ذراع إدارة برامج ومشاريع البحث والتطوير لمجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة: “تم تكييف سيارة السوبر فورمولا من شركة دالارا مع نظام التحكم الذاتي، مما يسمح لها بإدراك البيئة المحيطة وخوض السباق بشكل ذاتي ضمن حلبة مرسى ياس في أبوظبي. ويمثل دوري أبوظبي لسباق المركبات ذاتية القيادة علامة فارقة بالنسبة لأبوظبي ودولة الإمارات عموماً، مما يمهد الطريق لتحقيق الابتكارات الثورية في مجال التنقل من بوابة الرياضات الخطرة”.
يحتضن معرضا “جيتكس جلوبال” و”إكسباند نورث ستار” 41 صالة على مساحة 2.7 مليون قدم مربعة، وهذا يتجاوز النسخة السابقة بنسبة 40٪. ويجتمع تحت مظلتهما 1800 شركة ناشئة ونخبة من ألمع العقول وأكثر الشركات طموحاً لتحديد ودراسة وتطوير وتمكين الأجندات الرقمية للعالم.
